Q قوله صلى الله عليه وسلم عن سورتي: البقرة وآل عمران: (تأتيان يوم القيامة كأنها غمامتان)، وكذلك إخباره أنه يؤتى بالقرآن يحاج عن صاحبه ثم يأخذ بيده فيدخله الجنة، فهل معناه أن القرآن يكون عيناً أم أن المقصود الثواب والأجر؟
صلى الله عليه وسلم المقصود العمل، فالعمل هو الذي يقلب عيناً، وهو القراءة، وهناك فرق بين القراءة والمقروء، فالمقروء هو كلام الله، والقراءة هي فعل العبد، وفعل العبد كسب له يثاب عليه، فكما أن الأعمال تقلب أعياناً وتوضع في الميزان فإن قراءة الإنسان هي من عمله، وهي التي تقلب، وليس نفس القرآن؛ لأن هناك قراءة ومقروءاً، وقد جاء في القرآن ذكر أن لفظ القرآن يراد به المقروء، ويراد به القراءة، فمما جاء في القرآن يقصد به المقروء قوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ} [الإسراء:82] فهذا المقصود به المقروء، ومما جاء يراد به القراءة قوله تعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} [الإسراء:78] يعني: القراءة في الفجر، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (زينوا القرآن بأصواتكم) يعني: زينوا القراءة.
فبنص القرآن نفسه يأتي القرآن بمعنى القراءة ويأتي بمعنى المقروء، والقراءة التي هي فعل العبد وكسبه هي التي تأتي على هيئة غمامة تظل صاحبها يوم القيامة، وكذلك عمله من حيث قراءة القرآن هو الذي يأتي شافعاً له، وهو الذي ينفعه، وليس معنى ذلك أن القرآن نفسه يتحول وينقلب إلى عين، وإنما القراءة التي هي العمل هي التي تقلب إلى عين.