فقد رُوَّينا عن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، ومعاذ بن جبل، وأبي الدرداء، وابن عمر، وابن عباس، وأنس بن مالك، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهم من طرق كثيرات، بروايات متنوعات: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء)، وفي رواية: (بعثه الله فقيهاً عالماً)، وفي رواية أبي الدرداء: (وكنت له يوم القيامة شافعاً وشهيداً)، وفي رواية ابن مسعود: (قيل له: ادخل من أي أبواب الجنة شئت)، وفي رواية ابن عمر: (كتب في زمرة العلماء، وحشر في زمرة الشهداء).
وقد اتفق الحفاظ على أنه حديث ضعيف وإن كثُرت طرقه].
ومعلوم أنّ كثرة الطرق لا يتقوى بعضها ببعض دائماً، وإنما ذلك إذا كان الضعف خفيفاً يجبر، وأما إذا كان الضعف شديداً فإنّ كثرتها لا تفيدها شيئاً، فتفيده الطرق الكثيرة حيث يكون الضعف يسيراً، فإن ضم بعضها إلى بعض فإن ذلك يرفعها إلى الحسن لغيره كما هو معلوم، وأما إذا كانت الطرق المتعددة كلها ضعفها شديد فإن وجودها كعدمها لا يفيد الحديث شيئاً.