وهذه الأركان الأربعة بعد الشهادتين منها ما هو عبادة بدنية، وهو الصلاة والصيام، ومنها ما هو عبادة مالية، وهو الزكاة، ومنها ما هو عبادة مالية بدنية وهو الحج، فهو بدني لأن الإنسان يفعله بنفسه، وتجزئ فيه النيابة في حق من يجوز له أن يناب عنه، وهو -أيضاً- عبادة مالية؛ لأنه يحتاج فيه إلى مال، ويحتاج فيه إلى الزاد، ولهذا جاء في القرآن: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران:97]، وجاء في حديث جبريل: (وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً)، وذلك لأنه يحتاج إلى القوة البدنية، وذلك بأن يستطيع السفر، ويحتاج إلى القوة المالية، وهي كون الإنسان يملك الزاد والوسيلة التي توصله، إما بالملك وإما بالاستئجار.