عرفنا أن حديث ابن عمر ليس متعارضاً مع حديث جبريل، وعرفنا أن الترتيب الذي جاء في الحديث -لا سيما على الوجه الذي ذكره ابن عمر أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم- يدل على أنها مرتبة على حسب أهميتها، وفيه دليل على أنه يبدأ بالأهم فالأهم، كما جاء في هذا الحديث ترتيبها، وكما جاء -أيضاً- في وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لـ معاذ بن جبل، فإنه لما أراد أن يبعثه إلى اليمن قال له: (إنك تأتي قوماً أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم)، فذكر هذه الأمور الثلاثة، ورتبها بادئاً بالأهم فالذي يليه في الأهمية.
وهكذا جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنه ترتيبها على النحو الذي ذكر ابن عمر: أنه سمعه من رسول الله عليه الصلاة والسلام عليه، وهكذا جاء ترتيبها في حديث جبريل: (أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت).