الصلاة هي أهم الأركان بعد الشهادتين، وهي التي يتميز بها في فترة وجيزة من يكون مطيعاً ومن يكون عاصياً، فإن الإنسان إذا رافق إنساناً أو عامل إنساناً أو خالط إنساناً يستطيع أن يكتشفه في خلال أربع وعشرين ساعة بأنه على الحق أو على الضلال، فإن رآه محافظاً على الصلاة وحريصاً على الصلاة فهي علامة خير، وإن رآه مضيعاً للصلاة فهي علامة شر، ويتبين ذلك في فترة وجيزة، بخلاف بقية الأركان، فإن بعضها لا يأتي في السنة إلا مرة واحدة، وبعضها لا يأتي في العمر إلا مرة واحدة.
أما الصلاة فإنها تأتي في اليوم والليلة خمس مرات، ولهذا فإنها صلة وثيقة بين العبد وربه، وبها يكون الإنسان على صلة وثيقة بالله عز وجل.
ولأهميتها جاء ذكرها بعد الشهادتين، فهي أهم الأركان بعد الشهادتين، وقد جاءت نصوص كثيرة في الكتاب والسنة تدل على عظيم شأن الصلاة، فقد جاء أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، وجاء أن أهل النار أول ما يسألون عن الذي أوصلهم إلى سقر لجيبون بأنهم كانوا لا يصلون، وجاء أنها فرضت ورسول صلى الله عليه وسلم في السماء ليلة المعراج، ولم تفرض عليه وهو في الأرض، وجاء أنها آخر ما يفقد من الدين في هذه الحياة، وجاء أنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وجاء أنها الحد الفاصل بين المسلم والكافر، وجاء أنها من آخر ما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرض موته، فإنه كان أوصى بالصلاة، وما ملكت الإيمان.
فلأهميتها ولعظيم شأنها ولكونها مستمرة ولكون الإنسان بها يكون على صلة وثيقة بالله دائماً وأبداً قدمت على غيرها، وصار لها هذه الميزات وهذه الأمور التي جاءت في هذه الأحاديث التي أشرت إليها.