أيضاً حرف النداء لا يدخل أبداً على الفعل.
وحرف النداء يأتي ظاهراً ومضمراً، وإذا دخل لا يدخل إلا على الأسماء.
فمن الأمثلة على ذلك: تقول: يا محمد مر بي من الشارع، أو خذني إلى البيت.
وقال الله تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} [الصافات:104 - 105]، فكلمة (إبراهيم) هنا: اسم؛ لأنه قبل حرف النداء.
وقال الله تعالى: {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي} [الأعراف:144].
موسى: هنا: اسم؛ لأنه قبل حرف النداء.
دخل أعرابي يسمع له دوي يقول: يا محمد زعم رسولك، وأتم الحديث.
محمد هنا: اسم؛ لأنه قبل حرف النداء.
وأيضاً في الصحيحين عن عمر بن الخطاب أن جبريل جاء في صورة رجل غريب، لا يرى عليه أثر السفر، فدخل عليهم فجلس، فأسند ركبتيه إلى ركبة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا محمد أخبرني ما الإسلام؟ إلى آخر الحديث.
فمحمد هنا: اسم؛ لأنه قبل حرف النداء؛ وحروف النداء هذه ظاهرة.
أيضاً يقبل حرف نداء مضمر، قال الله جل في علاه حاكيا عن قصة يوسف: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ) [يوسف:29]، والتقدير: يا يوسف أعرض عن هذا، فهنا (يوسف) اسم؛ لأنه قبل حرف نداء.
قال الله تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ} [الرحمن:31]، التقدير: سنفرغ لكم يا أيها الثقلان.
ومن الأمثلة على حرف النداء المضمر: قال تعالى: {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا} [يوسف:46] أي: يا يوسف يا أيها الصديق أفتنا.
قوله تعالى: {أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} [الدخان:18] أي: أن أدوا إلي يا عباد الله.