(جاء مُحَمَّدٌ بل زَيْدٌ) . فكلمة (زَيْدٌ) معطوفة على كلمة (مُحَمَّدٌ) فتأخذ إعرابها وهو الرفع للفاعليّة بسبب حرف (بل) العاطف، لكن لا تشاركها كلمة (زَيْدٌ) في الحكم والمعنى؛ لأن (بل) إضرابٌ عن (مُحَمَّد) أنه لم يجيء، وإثباتٌ للمجيء لـ (زَيْدٍ) ، وهذا من باب النسيان أو الذهول أو نحو ذلك.

قوله (وهي الواو والفاء ……الخ)

لكل حرف من هذه الحروف معنى.

فحرف الواو يدل على ثلاثة معان:

أولها:

التشريك - أي في الحكم - بين المعطوف والمعطوف عليه.

وثانيها:

التسوية بين المعطوف والمعطوف عليه.

وثالثها:

العطف، إلا أن معنى العطف معلومٌ بوروده في باب العطف ولذا لا يذكره جمهور النحاة وهم يقصدون بالعطف هنا التشريك في الإعراب.

وأما حرف الفاء فيدل على ثلاثة معان:

أولها:

التشريك وسبق معناه.

وثانيها:

الترتيب، معناه: أخذ حكم المعطوف بعد حكم المعطوف عليه.

وثالثها:

التعقيب، ومعناه: مجيء شيء بعد شيء لكن بلا مهلة. وكونه بلا مهلة بحسب الشيء المعطوف.

مثال ذلك:

(جاء زَيْدٌ فعَمْرٌو) فكلمة (فعَمْرٌو) فيها معنى التشريك في حكم الإعراب لكلمة (زيد) ، وفيها معنى الترتيب لأن مجيء (عَمْرٍو) بعد (زَيْدٍ) ، وفيها معنى التعقيب لأن مجيء (عَمْرٍو) كان عقب مجيء (زَيْدٍ) أي بلا مهلة.

وأما حرف (ثُمَّ) فيشمل ثلاثة معان:

أولاً:

معنى التشريك وسبق.

ثانياً:

معنى الترتيب وسبق.

ثالثاً:

معنى التراخي. ويُقْصَدُ بالتراخي مجيء شيء بعد شيء لكن بمهلة.

مثاله:

(دخلت مكة ثُمَّ المدينة) أي كان بين دخولك مكة والمدينة مهلة.

وأما حرف (أو) :

فيدل على معنى التشريك وسبق.

ومعنى التخيير كقولك: (تزوج هنداً أو أختها) . فالمخاطب مُخَيَّر بين هاتين المرأتين بحرف (أو) .

ومن المعاني الإباحة كقولك: (جالِسْ سعداً أو عَمْراً) إذ مجالسة الاثنين مباحة في قصد الْمُتَكَلِّم هنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015