كل علم وكل فن من فنون اللغة العشرة فيه مؤلفات تخصه، وقد يجمع في بعض الكتب بين فنين أو ثلاثة من فنون العربية، وهذه الكتب صنّفت على حسب مستويات الطلاب، فمنها ما يخص المبتدئين، ومنها ما يخص المتوسطين، ومنها ما يكون للمتقدمين المنتهين، فالطالب المتوسط لا سيما من كانت عمدته الدراسة النظامية عليه أن يبدأ بالعلم من جديد، من أساسه، فيعنى بما ألف للمبتدئين، عليه أن يعرف قدر نفسه، ما يقول: أنا طالب جامعي كيف أقرأ كتب ألفت للصغار ما يصلح هذا؟ يحفظ هذه الكتب، ويحضر الدروس، ويفرغ عليها الأشرطة، ثم ينتقل إلى كتب الطبقة الثانية، ومع قراءته يطبق ما فهم من هذه العلوم، ولا أرى أفضل من تطبيق علوم العربية على القرآن الكريم، وهناك تفاسير وكتب تخدم في هذا الباب، طالب العربية من هذه الناحية مخدوم فيما يتعلق بالقرآن الكريم.
هناك كتب إعراب القرآن للمتقدمين والمعاصرين، وهناك كتب تعنى بالقرآن من خلال التفسير، فيذكر فيها أوجه الإعراب والبيان والمعاني والبديع وجميع فروع اللغة، ومتن اللغة الذي هو شرح الغريب، غريب القرآن أيضاً مخدوم، على كل حال المفسرون ما قصروا في هذا الباب، والذي له ميول لغوية يفيد كثيراً من كتب التفاسير مثل تفسير البحر المحيط، وهذا بعدما يقرأ ويتأهل في فروع العربية، بعدما يتأهل ويستفيد من البحر المحيط ومن تفسير أبي السعود وغيرها من التفاسير التي تعنى بالإعراب وبيان الأوجه البلاغية، والزمخشري نافع في هذا الباب؛ لكنه غير مأمون؛ لأنه معتزلي المذهب، وعنده دس لا يدركه طالب العلم المتوسط، أفضل الكتب المعينة على فهم الإعراب واستيعابه، ما في مثل القرآن الكريم، والعناية بكتب إعراب القرآن يفيد في هذا الباب كثيراً.