(لم ولما وألم وألما) (لم) هذه تدخل على الفعل المضارع وتكون حينئذٍ حرف نفي وجزم وقلب (زيد لم يذهب) هل يمكن أن تقول: زيد لم يذهب غداً أو قصدك أنه لم يذهب أمس أو قبل هذا الكلام، نعم لأنها قلبت الفعل من مضارع إلى ماضي، تدخل على المضارع فتقبل معناه إلى المضي وتجزمه وتنفيه، نفي وجزم وقلب، (لم يذهب) يذهب: فعل مضارع مجزوم بـ (لم) وعلامة جزمه السكون، إذا كانت تقلب معنى الفعل المضارع إلى الماضي هل يجوز أن تدخل على الماضي، يجوز أن تدخل على الماضي، كيف؟ لا ما يجوز تدخل على الماضي؛ لكن من الطلبة النابهين لما سئل تدخل على الماضي؟ قال: نعم، ثم أدرك أنه أخطأ، لأنها ما تدخل على الماضي، فخروجاً من هذا المأزق الذي وقع فيه، قال: تدخل على الماضي، يقول الناظم، هو الناظم هو الذي أنشأ بيتاً انتحله وخالف فيه القواعد، يقول:
وجوزوا دخول لم على المضي ... كلم سعى ولم دعى ولم رضي
أيوه حداد أي حداد؟ عندك أبيات؟ إيش؟ إلا هذه القصة، قصتها أنه سئل عن دخول (لم) على المضي، قال: نعم، لما رأى أن المسألة ما هي صحيحة لفّق هذا البيت.
طالب:. . . . . . . . .
كيف؟ كمل، (كلم سعى ولم دعى ولم رضي).
هذا مثل الشخص الذي جيء به للرشيد عنده خفة في اليد بحيث يغرس الإبرة في الأرض، يلقيها فتنغرس في الأرض، ثم يرسل الأخرى فتدخل في جوفها، ثم يدخل الثالثة فتدخل في جوف الثانية وهكذا إلى المائة، قال: أعطوه مائة درهم واجلدوه مائة جلدة، يصلح وإلا ما يصلح؟ ما تجي؟ لا لا مو محتاج؛ لكنه عمله يدل على براعة، على براعته أعطاه، رجل موهوب، فيستحق مكافأة، لكنه ضيّع هذه الموهبة بما لا ينفع استحق الجلد ومثله صاحب البيت، لا شك أنه تخلص، فيستحق مائة ومائتين.