المضارع، وعرفنا أنه سمي مضارع لأنه يضارع يعني يشابه الاسم، والمضارع ما تقدمه أحد حروف المضارعة الأربعة التي يجمعها قولهم: (أنيت)، وإن شئت فقل: (نأتي) أو قدم وأخر وقل ما شئت، لأنه لا يقصد من هذه الكلمة معنىً بعينه، المركبة من أربعة حروف، إنما المراد ضبط هذه الحروف، يعني جعل الحروف الأربعة في كلمة واحدة من أجل ضبطها، (أنيت) فإذا قلت: (أضرب، أشرب، أنام) مضارعة مقترن بإيش؟ بحرف المضارعة التي هي إيش؟
طالب:. . . . . . . . .
هي ألف وإلا همزة؟ همزة (نضرب)، والهمزة للمتحدث المفرد، يتحدث عن نفسه بمفرده، والنون يتحدث عن نفسه وعن من معه: (نضرب، نأكل، نشرب) وقد يتحدث عن نفسه بالنون على سبيل التعظيم لنفسه، وقد لا يراد من النون وإن كان واحداً التعظيم، قد يراد منها التأكيد، يقول الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في تفسير {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ} [(1) سورة القدر]: "والعرب تؤكد فعل الواحد فتجعله بلفظ الجميع ليكون أثبت وأوكد" فإذا قال شخص مهدداً أولاده أو مهدداً طلابه بنون الجمع دل على أنه إما أنه يريد تعظيم نفسه، أو يريد تأكيد هذا الفعل الذي أطلقه، والقرائن هي التي تحدد المراد، والياء (زيد يضرب)، هذا هو الحرف الثالث من حروف المضارعة، ويخبر بها عن الغائب.
طالب:. . . . . . . . .
إذا دلت القرائن، لو افترضنا أن المتكلم معروف بترفعه على الناس، القرينة تدل على إيش؟ التعظيم، ولا يريد هذا الفعل الذي أطلقه، لا يريد أنه عازم على تنفيذه والحزم فيه، هنا يتمحض للتعظيم؛ لكن إذا لم يعرض بتعاظم لكنه فهم منه أنه يريد تنفيذ وعزم على تنفيذ ما تحدث عنه، قلنا: التأكيد، وإذا اجتمع الأمران اجتمع ما ذكرت، إذا عرف من حاله أنه يتعاظم ويتكبر، ويريد تنفيذ ما أطلقه من الفعل، قلنا: أنها للتعظيم والتأكيد.
(زيد يضرب عمراً)، هذا هو الحرف الثالث الذي هو الياء أنيت، و (هند تضرب دعداً) هذه حروف المضارعة الأربعة، فالياء: (زيد يضرب)، تستعمل متى؟ في الخبر وإلا يصلح الحاضر؟ يخبر بها عن المفرد المذكر، و (هند تضرب) يخبر بها عن المفرد المؤنث:
. . . . . . . . . ... وأعربوا مضارعاً إن عريا