يقول: الأمر مجزوم، الماضي مبني على الفتح وانتهينا منه، "الأمر مجزوم أبداً"، مجزوم وإلا مبني على السكون؟ وإلا كلهن واحد؟ أولاً: الأمر مبني وإلا غير مبني؟ مبني، لماذا لم يقل كما قال غيره: مبني بما يجزم به مضارعه؟ بمعنى أنه لو قلنا: (ضرب يضرب اضرب) اضرب: مبني على السكون، ومضارعه إذا قلنا: (لم يضرب) مجزوم بالسكون، لو جزم المضارع بحذف النون مثلاً، وهذا من الأفعال الخمسة، ماذا نقول عن الأمر إذا أسندناه إلى ألف الاثنين (اضربا؟ ) السكون مقدر؟ وإلا مبني على حذف النون؟ مبني على حذف النون؛ لأن حذف النون هو الذي يجزم به مضارعه، ظاهر وإلا موب ظاهر؟ لأنه يقول: "مجزوم أبداً" مثل ما قلنا في ضرب مفتوح أبداً.

طيب، قد يكون آخر الماضي الذي قلنا: أنه مفتوح أبداً، مبني على الفتح باستمرار، قد يكون آخره مضموم، قد يكون آخره مجزوم، فكيف نقول: مبني على فتح آخره أبداً؟ لأن هذا هو الأصل فيه، وما عدا ذلك طارئ، الأمر الأصل فيه أنه مجزوم أبداً، مبني على السكون، والغالب أن السكون هو المقرون بالبناء، والجزم المقرون بالإعراب، الجزم، لا نستطيع أن نقول: أنه حركة بناء أو حركة إعراب، لا، مقارن للبناء للإعراب الجزم، والسكون مقارب للبناء؛ لأن عندنا حركات إعراب وحركات بناء، فرق بين منصوب ومبني على الفتح، ومرفوع الرفعة علامة إعراب، والضمة علامة بناء، ومثله النصب والفتح، "والأمر مجزوم أبداً"، هذا الذي اختاره المؤلف، وقيل به، والذي اختاره غيره كثير من أهل العلم أنه مبني على ما يجزم به مضارعه فأنت إذا أردت أن تعرف ما بني عليه هذا الفعل –فعل الأمر- فانظر إلى مضارعه وأدخل عليه حرف جزم، وعامل الأمر معاملة المضارع.

"والمضارع ما كان في أوله إحدى الزوائد الأربعة".

المضارع وهو القسم الثالث، وقلنا: أنه هو القسم المتوسط؛ لكن أخره المؤلف لسبب، وهذا السبب كثرة المتعلقات ليتفرغ له، مثلما أخر الاسم ليتفرغ له.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015