الأفعال الخمسة، وإن شئت فقل: الأمثلة الخمسة وهو أدق، فترفع بثبوت النون، وتنصب وتجزم بحذفها، (التلميذان يذهبان إلى المدرسة)، و (التلميذان لن يذهبا إلى المدرسة)، و (التلميذان لم يذهبا إلى المدرسة)، فترفع بثبوت النون وتنصب وتجزم بحذفها على ما مرّ.

هم يختلفون في كون الإعراب معنوي أو حسي، فإذا كان الإعراب معنوياً كانت هذه الحركات علامات، وإذا كان حسياً فهي نفس الإعراب، وتعريفهم للإعراب: تغيير، هل هذا تغيير معنوي؟ وما يظهر من هذه الحركات علامات على ذلك المعنوي، أم أنه حسي بهذه العلامات، مسألة خلافية بين العلماء، الأمر سهل ما في إشكال.

"باب الأفعال".

لما أنهى المؤلف -رحمه الله تعالى- الكلام عن الكلام وأقسامه، والإعراب وأقسامه شرع في بيان المعربات وعرفنا أن الإعراب من أقسام الكلم يتناول الأسماء والأفعال، وإعراب الأفعال لشبهها بالأسماء، المعرب من الأفعال لمشابهته الأسماء، ولذا سموهم مضارع، يعني مضارع يشابه، فالأولى أن يقدم الكلام على الأسماء الذي هو الأصل، ويؤخر ما أعرب من أجل مشابهته الاسم؛ لكنه قدم الأفعال لأن الكلام فيها قليل بالنسبة للكلام في الأسماء، فأراد أن يفرغ من هذا الكلام القليل ليتفرغ لتفصيل ما يتعلق بالأسماء، وهو كلام كثير، أما بالنسبة للقسم الثالث وهو الحرف فلا مدخل له في هذا الباب الذي هو الإعراب، قال: "باب الأفعال" الأفعال الفرق بين الأفعال والأعمال، لماذا ما قال: باب الأعمال؟ ضرب: فعل ماضي. لماذا لا نقول: عمل ماضي، هم تواطئوا على هذه الكلمة (أفعال) ضرب: فعل ماضي، ويضرب: فعل مضارع، واضرب: فعل أمر، ولم يقولوا: عمل ماضي، وعمل مضارع، وعمل أمر؛ لأن الفعل أخص من العمل، فالعمل يتناول الجوارح والقلوب والتروك:

إذا قعدنا والنبي يعملُ ... فذاك منا العمل المضللُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015