السكون والحذف، فالسكون لأي شيء؟ والحذف لأي شيء؟ السكون للفعل مضارع إذا دخل عليه جازم، ولم يتصل بآخره شيء، صحيح الآخر لم يتصل بآخره شيء، والحذف لمعتل الآخر أو للأفعال الخمسة.

"فأما السكون فيكون علامةً للجزم في الفعل المضارع الصحيح الآخر، وأما الحذف فيكون علامةً للجزم في الفعل المضارع المعتل الآخر، وفي الأفعال التي رفعها بثبات النون".

الجزم وعرفنا أنه يختص بالأفعال.

والاسم قد خص بالجر كما ... قد خصص الفعل بأن ينجزما

الجزم له علامتان: السكون وهو الأصل، وهو عدم للحركة، السكون يقابل الحركة، ويجزم الفعل المضارع صحيح الآخر غير المعتل، ولم يك من الأمثلة الخمسة، (زيد لم يذهب)، والحذف علامة للجزم في موضعين في الفعل المعتل الآخر بأن يكون آخره حرف علة، (زيد لم يرضَ) (زيد لم يدعُ) و (زيد لم يقضِ) فيرضى ويخشى إذا دخلت عليهما أحد حروف الجزم –وستأتي- حذف حرف العلة الذي هو الألف، وقد يحذف حرف العلة في القرآن من غير جازم {وَيَدْعُ الإِنسَانُ} [(11) سورة الإسراء] بدون واو، وليس هناك عامل يؤثر الجزم في الفعل، وإنما مراعاةً للرسم، يطالب بعض الكتاب العصريين والمطالبة يعني ليست وليدة اليوم، وإنما صار لها أكثر من نصف قرن بكتابة المصحف على ضوء قواعد الإملاء المعروفة المتبعة، ونقول: الرسم توقيفي، اتفق عليه الصحابة لا يجوز تغييره بحال، ولا التعرض له، لا من حيث العربية، وإخضاع القرآن لقواعد البصريين والكوفيين، ولا لقواعد الإملاء، يبقى كما هو، وتصحح القواعد على ضوء ما جاء في كتاب الله -جل وعلا-؛ لأنه أفصح الكلام، مثل الفعل المعتل بالألف، الفعل المعتل بالواو، (زيد لم يدعُ) يدع: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والضمة التي بقيت على العين للدلالة على الحرف المحذوف، و (زيد لم يقضِ) مثله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015