وبكل حال فالصحابة رضي الله عنهم هم خير قرون هذه الأمة، وهم أولى بأن يترحم ويترضى عنهم؛ وذلك لسبقهم إلى الإسلام، ولفضلهم وفضائلهم التي لا يدركها غيرهم، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال: (لا تسبوا أصحابي، والذي نفسي بيده! لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)، فإذا كان الذي ينفق مثل جبل أحد من الذهب مع كثرته وكونه بهذا القدر من المال لا يبلغ نفقة أحدهم إذا أنفق مداً -وهو ربع الصاع- أو نصف المد، دل على أن نفقاتهم وأعمالهم لا يدركها من بعدهم.
وكل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به واستمر على إيمانه إلى أن مات وهو على ذلك فله فضل الصحبة؛ وكذلك من صحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد له بالرسالة وبايعه أو رآه فهو من أصحابه وله هذه الميزة وهذه الفضيلة، وهذه الفضيلة لا يدركها غيرهم.