قال: [ومن وقف فيه فقال: لا أدري أمخلوق أو ليس بمخلوق؟ فإنما هو كلام الله وليس بمخلوق].
قال: [والإيمان بالرؤية يوم القيامة كما روي عن النبي عليه الصلاة والسلام من الأحاديث الصحاح وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه، وأنه مأثور عن رسول الله عليه الصلاة والسلام صحيح].
لا شك أن رؤية الله تبارك وتعالى محالة في الدنيا على العموم والإطلاق، أما رؤية النبي خاصة لربه فالمقطوع به: أنه عليه الصلاة والسلام رأى ربه في المنام، وقد روي ذلك في مسند أحمد من حديث اختصام الملأ الأعلى، أما رؤيته لربه في الدنيا بعيني رأسه فهي محل خلاف بين الصحابة رضي الله عنهم، وهذا الخلاف لا يبدع به المخالف؛ لأننا لم ندر من المخالف، فمنهم من يقول: إنه رآه بفؤاده.
ومنهم من يقول: إنه رآه بعيني رأسه، وعائشة رضي الله عنها تقول: من حدثكم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية.
والنبي عليه الصلاة والسلام لما سئل هل رأيت ربك؟ قال: (نور أنى أراه؟).
أي: نوراً كيف أراه؟ كما وردت آثار بإثبات رؤية النبي صلى الله عليه وسلم -في حديث ابن عباس - لربه في ليلة المعراج، فمن الصحابة من أجرى هذا النص على ظاهره وقال: إن النبي قد رأى ربه عياناً.
أي: رآه بعيني رأسه.
وجمهور أهل السنة ينفون هذه الرؤية بعين الرأس، ويثبتونها بالفؤاد والقلب، ويؤولون رؤيته عليه الصلاة والسلام لربه في ليلة المعراج بأنها رؤية الفؤاد لا رؤية العين.
وأما الرؤية لله عز وجل يوم القيامة وفي الجنة فإنها تكون بعين الرأس، وذلك لكل من دخل الجنة، ولأهل الإيمان في الموقف وفي المحشر، ويحجب عن ذلك الكفار، فلا يرون الله عز وجل.
قال: [رواه قتادة عن عكرمة عن ابن عباس.
ورواه الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس، ورواه علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس.
والحديث عندنا على ظاهره كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام، والكلام فيه بدعة، ولكن نؤمن به كما جاء على ظاهره، ولا تناظر فيه أحداً].