وقال شمر: السبائب: متاع كتانٍ يجاء بها من ناحية النيل، وهي مشهورة بالكرخ عند التجار، ومنها ما يعمل بمصر، وطولها ثمان في ست. انتهى. وقال أبو القاسم علي بن حمزة البصري فيما كتبه على "نوادر أبي عمرو الشيباني": قال أبو عمرو: غلط رؤبة في قوله: "لا يشتري كتانه وجهرمه". إنما جهرم اسم بلد فظنه ثيابًا، وقال الأصمعي: هذا مثل، يقول: له سبائب تجري عليه من آله وسرابه، وهي لا تشترى، وجهرم: قرية بفارس، فظن أن جهرم ثياب، وإنما أراد رؤبة: كتانه وجرميِّه، فقطع ياءي النسب، كما قال العجاج:
يكاد يدري القيقبان المسرجا
والقيقب: خشب تتخذ منه السروج، وأراد أن ينسب السرج إليه، فيقول: القيقباني، فقطع ياءي النسب. انتهى.
وأوله أبو علي في "المسائل البصرية" بتقدير مضاف، قال: أي: ونسج جهرمه: وقال أيضًا في "الإيضاح": جهرم هنا جمع جهرمي، وأضيف إلى الضمير وقال شارح شواهده: أنشده على أن جهرمه يصلح أن يحمل محمل الأول، وهو كتانه، وأن يكون على حذف المضاف، أي: وبسط جهرم، والجهرمية: بسط شعر تنسب إلى جهرم؛ قرية بفارس، فيكون جهرم جمعًا، ولذلك أضيف. وقال أبو حاتم والزيادي: الجهرم: البساط من الشعر، والجمع جهارم، ولا شاهد فيه على هذا. انتهى. قال أحد شراح "الإيضاح": فأما تسويغه