فشكو ذلك، إلى حسان، فقال هذه القصيدة، فبلغ ذلك بني عبد المدان فأوثقوا الحارث، وأتوا به إلى حسان.

وتبع السيوطي في هذا الكلام ابن الملا وابن وحيي، وهو كلام مضطرب، فإن الهاجي للأنصار إنما هو النجاشي، والحارث بن كعب قبيلة، وبنو عبد المدان منهم لا العكس، والحارث بن كعب أزدي لا مجاشعي، والذي أوثقوه وجاؤوا به موثقًا إنما هو النجاشي كما ذكرنا، وما نقلناه مسطور في جميع شروح أبيات "الجمل" وشروح شواهد سيبويه.

وقوله: حار بن كعب، هو مرخم حارث، وبه استشهد الزجاجي في "جمله" قال الخفاف في شرحه: وشاهده ترخيم حارث على لغة من ينوي المحذوف، ويجوز فيه البناء على الضم والفتح إتباعًا لحركة النون من ابن في لغة من يضم، كقولهم: يا زيد بن عمرو. والهمزة للاستفهام لفظًا، وللتقرير والتقريع معنىّ. "ولا" للنفي، والأحلام: جمع حلم بالكسر، وهو العقل. ومعنى تزجركم: تنهاكم، والجوف: جمع أجوف، وهو العظيم الجوف بالجيم، يريد أنهم فارغون من العقل، والجماخير: جمع جمخور، بضم الجيم والخاء المعجمة وسكون الميم بينهما، وهو العظيم الجسم، وحذف حرف النداء ورخم، فكان الأصل: يا حارث بن كعب. انتهى. وزاد ابن السيد في تفسير الجمخور: الخوار، وفسره النحاس بالضعيف. وقال الأعلم في شرح أبيات "الجمل": وقبله:

ألا طعان ولا فرسان عاديةً .. البيت ...

وبعده:

لا بأس بالقوم من طول ومن عظم .. البيت ..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015