وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والأربعون بعد التسعمائة:

(947) إن من صاد عقعقا لمشوم ... كيف من صاد عقعقان وبوم

على أن المفعول يكون مرفوعا، فإن عقعقان مفعول صاد، مع أنه مرفوع بألف التثنية، وبوم، معطوف على المفعول، وهو مرفوع بالضمة، والعقعق: طائر معروف أبلق بسواد وبياض أذنب يعقعق بصوته، يشبه صوته العين والقاف، كذا في "العباب" للصاغاني، ومشوم: أصله مشؤوم، فنقلوا ضمة الهمزة إلى الشين الساكنة، فحذفت الهمزة للساكنين، والشؤم، مهموز العين، النحوسة.

وهذا البيت لم أقف على قائله، ولا على تتمته مع شدة الفحص عنه مدة عشرين سنة، ولا رأيته في كتاب نحو يعتمد عليه، ومثل هذا مما جهل قائله، لا يجوز الاستشهاد به لاحتمال أنه من شعر المولدين، والله أعلم.

وهذا آخر الأبيات التي ختم المصنف بها كتابه، وقد من الله علينا في أن وفقنا لشرح أبياته من الأول إلى الآخر، بعد أن كاد يذهب البصر برمد شديد، فإنني لما وصلت إلى الإنشاد الثالث والأربعين بعد الستمائة حدث لي شقيقة رمدت بها عيني اليمنى، وانطبقت معها اليسرى، وذلك في اليوم الرابع من ذي الحجة ختام سنة سبع وثمانين وألف، فرمدت عيني بنزلة حادة مدة ثلاثين يوما، ففترت النازلة، فانفتحت عيناي بعض الانفتاح، فشرعت في تكميل شرح الأبيات في غزة ربيع الأول من شهور سنة إحدى وتسعين بعد الألف، ولله الحمد على هاتين النعمتين، وتم شرحها في وقت العصر من يوم الجمعة السادس من شهر رجب من السنة المذكورة، ولكن قد استعجلنا في أواخر هذا الشرح لتصميم العزم إلى القسطنطينية لأمر عرض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015