مضمر يدل عليه سالم، لأن المسالمة إنما تكون من اثنين فصاعدا، فكأنه قال: وسالمت القدم الأفعوان، وصف رجلا بخشونة القدمين، وغلظ جلدهما، فالحيات لا تؤثر فيهما، والأفعوان: الذكر من الأفاعي، والشجاع: الذكر من الحيات.
وقوله: وذات قرنين: أراد بها العقرب، وقيل: الأفعى القرناء، وضرب من الأفاعي يكون له قرون من جلده، والضموز: المطرقة التي تصفر لخبثها، فإذا عرض لها إنسان ساورته وثبا، والضرزم، بكسر الضاد والزاء المعجمتين المسنة، وهو أخبث لها، وأكثر لمسها، ويقال: الضرزم: الشديدة، والشجعم الجريء والميم الزائدة. انتهى. وهذا كله كلام الأعلم وابن السيد. وقال اللخمي: الشجاع نوع من الحيات، والشجعم مع عظم جسم وذات قرنين، يعني حية لها قرنان، وهما لحمتان في رأسها من يمين وشمال، وقيل: يعني العقرب، والضرزم: الشديدة العض. هجا رجلا بغلظ القدمين وصلابتهما لطول الحفاء، يقول: قد سالمت الحيات قدميه فما تقدم أن تدخل تحتهما كما سالمت القدمان الحيات، فاغتدين مسلمات، واغتدى الرجل سالم القدمين. هذا ملخص ما وقفت عليه من شرح أبيات سيبويه، وشرح أبيات "الجمل"، واختلفوا في قائله، فقال سيبويه وخدمته: أبو حيان الفقعسي، وقال اب السيد: هو لمساور العبسي، وقال اللخمي: هو للعجاج، والله أعلم.
وهذا الرجز من أرجوزة أوردناها برمتها، وشرحناها شرحا وافيا في الشاهد التاسع والأربعين بعد التسعمائة من شواهد الرضي.
وأنشد بعده:
هما خطتا إما إسار ومنة
وتقدم بسط الكلام عليه في الإنشاد التاسع والسبعين بعد الثمانمائة.