أروى وأرعى وأدناني وأظهرني ... على العدو بنصر غير تعذير

كأنهم واجهوا دوني به أسدا ... مشمرا للدواهي أي تشمير

ثم أخذ في وصف الأسد وأطال، وكان وصافا مجيدا للأسد.

قال ابن السيرافي: مدح أبو زبيد بهذا الشعر الوليد بن عقبة بن أبي معيط، وكانت بنو تغلب قد أخذت إبلا لأبي زبيد، فأخذ له الوليد بن عقبة من بني تغلب، وارتجع إبله. يقول: خصني بمودته، وأخذ لي بحقي، ولم يكن بيننا سبب يوجب ذلك، والتنائي: البعد، وزعم أنه لا يكفر إنعامه عليه. وقوله: أرعى: أي جعل الوليد لإبلي ما ترعاه، وأروي: أرواها من الماء وغيره، وأظهرني: جعلني ظاهرا عليهم، قاهرا لهم، والتعذير: أن يفعل الشيء، ولا يبالغ فيه، فإذا بالغ فيه، فهو غير معذر، يريد أنه نصره نصرا بالغ فيه، ولم يقصر. انتهى. وترجمة أبي زبيد تقدمت في الإنشاد الحادي عشر بعد الأربعمائة.

وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس بعد التسعمائة:

(906) غير لاه عداك فاطرح اللهـ ... ـو ولا تغترر بعارض سلم

قال ناظر الجيش في "شرح التسهيل": إذا قصد النفي بغير مضافا إلى الوصف، يجعل غير مبتدأ، ويرفع ما بعد الوصف به، كما لو كان بعد نفي صريح، وسد مسد خير المبتدأ، وعلى ذلك وجه ابن الشجري قول الشاعر:

غير ما سوف على زمن ... ينقضي بالهم والحزن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015