ومنه قول الآخر:
غير لاه عداك ... . البيت
وعلى زمن في البيت الأول في موضع المفعول الذي لم يسم فاعله، وقد أغنى عن الحبر، لأن المعنى: ما مأسوف على زمن، نحو: ما مضروب الزيدان، ولابن جني في البيت المذكور حين سأله عنه عالي ولده ارتباك، وخرجه على حذف المبتدأ وإقامة صفته مقامه، وإيقاع الظاهر موقع الضمير، والتقدير: زمان ينقضي بالهم والحزن غير مأسوف عليه، ولابن الحاجب فيه كلام طويل وترديد، وخرجه على الوجه الذي ذكره ابن جني. وقوله: غير لاه، هو اسم فاعل من اللهو وهو الاشتغال بما لا يجدي، والعدى، بالكسر، اسم جمع عدو، واطرح، ووزنه افتعل من الطرح، يقال: طرحت الشيء، وبالشيء: إذا رميته، والاغترار: الغفلة، والسلم، بالكسر: الصلح، مراد الشاعر أن يحرض المخاطب على الحزم في الأمور، ويهديه بالفكر إلى سلامة العاقبة، ويحذره من الاغترار بصلح الأعداء العارض لمصلحة الخديعة والمكر.
وأنشد بعده:
غير مأسوف على زمن ... البيت.
وتقدم ما يتعلق به في الإنشاد الواحد والستين بعد المائتين.