هو من أبيات "الكتاب" قال الأعلم: الشاهد فيه إلغاء الظرف مع دخول لام التأكيد عليه، والتقدير: لغير مكفور عندي، وهو من شعر أبي زبيد الطائي مدح به الوليد بن عقبة، ووصف نعمة أنعمها عليه مع بعده ونأيه عنه، والمكفور هنا: من كفر النعمة وجحودها، وأراد خضني بمودته، فحذف الباء، وأوصل الفعل فنصب. انتهى. قال ابن السراج في "الأصول": هذه اللام لا يجوز أن تدخل على حرف الجزاء نحو: إن زيدا لئن أتاني أكرمته، ولا على النفي، ولا الحال، ولا الصفة، ولا التأكيد، فأما قوله:
لعندي غير مكفور
فتقديره: لعندي مشكور، لأن ما بعد المضاف لا يعمل فيما قبله إلا مع غيره في قولك: أنا زيدا غير ضارب. انتهى.
والبيت من قصيدة الطائي أدرك الإسلام، ومات نصرانيا، يقال: إنه عاش مائة وخمسين سنة، وهذه أبيات منها:
يا ليت شعري عن أنباء أسر بها ... قد كان يعيي به صدري وتقديري
أخشى وأرجو وما أدري بأيهما ... أمني إذا أتى الجائي بتبشيري
إن الوليد له عندي وحق له ... ود الخليل وود غير مدحور
شهدت منه لدى الخابور مبصرة ... شدت جناحي وقد زلت أظافيري
على قبيل من الأقوام قد علموا ... أني لهم واحد نائي الأناصير
فشذب القوم عني غير مكترث ... حتى تناهوا على رغم وتصغير
أهلي فداء أبي وهب وحق له ... يا أم زيد فحلي اليوم أو سيري
إن أمرءا خصني عمدا مودته ... البيت