وقوله: "وألفت بيانا ... إلخ"، أراد: أنها وجدت عند آخر معهد عهدته فيه ما بين لها وحقق عندها أن السبع أكله/ ثم فسر ذلك البيان بما ذكره بعد ذلك، والإهاب: الجلد، والمعبوط: الدم الطري، والروقان، القرنان، وشبه خده لما فيه من السواد وردع الدم والبياض، ببرقوع فتاة، لأن الفتيات تزين براقعهن، وبقر الوحش بيض الألوان لا سواد فيها إلا في قوائمها وخدودها وأكفالها.
وهذه الأبيات من قصيدة طويلة نحو مائتي بيت، أنشد جميعها للنبي صلى الله عليه وسلم، ومنها:
أتيت رسول الله إذا جاء بالهدى ... ويتلو كتابا كالمجرة نيرا
وهي من أحسن ما قيل في الفخر بالشجاعة، ومن أواخرها:
بلغنا السماء مجدنا وثناؤنا ... وإنا لنرجو بعد ذلك مظهرا
ولا خيرا في حلم إذا لم يكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
والبيت الأول أورده شراح الألفية لبدل الاشتمال من الضمير المرفوع في قوله: بلغنا، وقد بسطنا الكلام على البيت الشاهد في الشاهد التاسع والأربعين بعد الخمسمائة من شواهد الرضي.
(895) كادت النفس أن تفيظ عليه ... مذ ثوى حشو ريطة وبرود