هذا البيت من شعر لأبي زبيد الطائي، واسمه: حرملة بن المنذر رثى به ابن أخيه اللجلاج، وقبله:
غير أن اللجلاج قص جناحي ... يوم فارقته بأعلى الصعيد
صاديا يستغيث غير مغاث ... ولقد كان عصره المنجود
وصوابه: إذ ثوى: أي: أقام، وحشو، ظرف لثوى، وحشو الشيء، جوفه وداخله، والريطة: كل ملاءة لم تكن من لفقين، والبرود: ثياب تصبغ باليمين، وقال أبو حاتم: لا يقال له برد حتى يكون فيه وشي.
وقوله: كادت النفس، قال الجواليقي في شرح "أدب الكاتب": كاد من أفعال المقاربة، وهي تستعمل بغير أن، يقال: كاد فلان يفعل، معناه: قارب الفعل ولم يفعل، لأن مقاربة الفعل يمنع من دخول "أن" من حيث "إن" للاستقبال، ولكن "كاد" تشبه بـ"عسى" كما شبه "عسى" بـ"كاد". انتهى.
وقال ابن عصفور في كتاب "الضرائر": ومن ذلك عند بعض النحويين دخول "أن" في خبر "كاد"، نحو قول رؤبة:
قد كان من طول البلى أن يمصحا
وقول الآخر:
كادت النفس أن تفيظ عليه ... البيت
والصحيح أن دخولها في خبر "كاد" ضرورة، إلا أنها ليست مع ذلك بزائدة لعملها النصب، والزائد لا يعمل، بل هي مع الفعل الذي نصبته بتأويل مصدر، وذلك المصدر في موضع خبر "كاد" على حد قولهم: زيد إقبال وإدبار. انتهى.
وتفيظ بالظاء المشالة، يقال: فاظ الميت، وفاضت نفسه بالضاد، قاله الزجاجي، وفاظت نفسه، بالظاء جائز عند الجميع إلا الأصمعي، فإنه لا يجوز