وفي الجميع معنى الترحم؛ لأن البائس والمسكين ونحوهما كثر استعمالها في الترحم كما قال الآخر:
لنا يوم وللكروان يوم ... تطير البائسات ولا نطير
فنصب البائسات على الترحم، بإضمار أعني، ومعنى الترحم في أعني أوضح منه في البدل، لأنك في البدل تجعله على فعل ليس فيه تنبيه عليه، وفي "أعني" تحمله على فعل لم تقصد به غير تعيينه، وهو أبلغ، قال: والمكنس: الموضع الذي يكون فيه الظبي وقد كنس، فاستعاره للإبل: وصف إبلاً بركت بعد الشبع، فنام راعيها، لأنه غير محتاج إلى رعيها. وقرقري، بقافين: موضع مخصب باليمامة، والبائس: الفقير المحتاج. انتهى. وقال كذا الأعلم.
وهذا أحد الأبيات الخمسين التي استشهد بها سيبويه ولم يعرف قائلها والله أعلم. ولا تلمه: مضارع "لامه" على كذا من باب قال: عذله عليه، وأن ينام في تأويل مصدر مجرور بعلى المقدرة، وتتعلق بقوله: لا تلمه، وفاعل ينام: ضمير مستتر عائد على ما عاد عليه الهاء، وهو الراعي. وهذا البيت من تمام الرجز أو بيتان من مشطورة.