وخبر "كأن" في بيت بعده وهو:

على أنيابها أو طعم غض ... من التفاح هصره اجتناء

فقوله: على أنيابها: هو خبر "كأن"، والأنياب أربعة أسنان: ثنتان من يمين الثنايا، واحدة من فوق، وواحدة من أسفل، وثنتان من شمالها كذلك، شبه طعم ريقها بطعم خمر قد مزجت بعسل أو ماء، أو كطعم تفاح غض قد اجتني، فطعم، بالنصب، معطوف على "سبيئة"، وهصره، بالتشديد: أماله، والاجتناء: أخذ الثمرة من الشجرة.

والبيتان من قصيدة لحسان بن ثابت مدح بها النبي، صلى الله عليه وسلم، وهجا أبا سفيان، وكان هجا النبي، صلى الله عليه وسلم، قبل إسلامه، قالها قبل فتح مكة، وقد أوردنا القصيدة، وشرحناها في الشاهد الثاني والثلاثين بعد السبعمائة من شواهد الرضي.

وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والتسعون بعد الستمائة:

(693) فلا تلمه أن ينام البائسا

صدره:

قد أصبحت بقرقري كوانسا

على أن الكسائي قال: يجوز أن يوصف الضمير للترحم عليه والتوجع له، فالبائس صفة لضمير المفعول وهو الهاء في "لا تلمه" وعند سيبويه يجوز أن يكون بدلاً من الهاء، وأن يكون منصوباً بعامل محذوف على الترحم، قال في: "باب ما يجري من الشتم مجرى التعظيم وما أشبهه" من كتابه: ومن هذا الباب الترحم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015