وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس بعد الستمائة:

(606) من طلل كالأتحمي أنهجا

على أن الألف للإطلاق، وهو من أرجوز للعجاج، وقبله، وهو أولها:

ما هاج أشجاناً وشجواً قد شجا

وما: اسم استفهام مبتدأ، وجملة "هاج" بفاعله المستتر: خبر، وأشجاناً مفعوله، وهو جمع شجن، بفتحتين، وهو الحزن، وهاج: يأتي متعدياً بمعنى هيج، وهو المراد هنا، ويأتي لازماً. والشجو: مصدر شجاه الهم يشجوه إذا أحزنه، والأتحمي، بمثناة فوقية فحاء مهملة، فميم مكسورة، وياء مشددة: البرد اليمني يشبه به الطلل من أجل خطوطه التي فيه، كما يشبه بالمصحف لذلك، وقال الأزهري: الأتحمي: ضرب من البرود، وقد أتحمت البرود إتحاماً فهي متحمة، ويقال: تحمت الثوب: إذا وشيته، وفرس متحم اللون إلى الشقرة، كأنه شبه بالأتحمي من البرود، وهو الأحمر. انتهى.

وأنهج الثوب إنهاجاً: أخلق وبلي، وأنهج مع فاعله الضمير: جملة واقعت صفة للأتحمي، لأن اللام فيه للجنس، أو هي حال منه.

وترجمة العجاج تقدمت في الإنشاد الثاني عشر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015