وقال الجعبري: موضعها نصب بالفعل، أي: أي إتيان أتيت. انتهى. والجواب الثاني للفاسي قال: مهما في: ومهما تصلها، في موضع نصب بفعل محذوف تقديره: ومهما تفعل، أي: أي شيء تفعل في براءة، يعني من الوصل والابتداء، وقوله: تصلها أو بدأت، تفسير لذلك الفعل المحذوف، ولما حذف ذلك الفعل وما اتصل به، أشكل عود ضمير تصلها، فجعل ما كان يعود عليه بدلاً منه للبيان أو منصوباً بإضمار أعني، والمراد بقوله: تصلها، تقرأها إثر الأنفال، وبـ "أو" التنبيه على إباحة الأمرين للقارئ. انتهى. وتبعه الجعبري، فقال: ومهما منصوبة بمقدر، أي: أي حالة تقرأ ثم فسر بفعلي الشرط، وقد توجها إلى ظاهر بعدهما على جهة المفعولية، فأعمل الثاني على اختيار البصريين لقربه، وأضمر المفعول في الأول جوازاً، والأفصح حذفه، كقوله تعالى: (آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا) [الكهف/96] انتهى. وقال السمين: قوله: "تصلها أو بدأت براءة" يجوز فيه ثلاثة أوجه، أحدها أنه من باب التنازع، وهو من إعمال الثاني، ولكنه أثبت الضمير في المهمل ضرورة كقوله:

إذا كنت ترضيه ويرضيك صاحب .. البيت

الثاني: أن يكون براءة بدلاً من الضمير المنصوب في تصلها: كقوله:

على جوده لضن بالماء حاتم

الثالث: أن تكون براءة منصوبة على إسقاط الخافض، أي: ببراءة، يقال: بدأت بكذا، أي: ابتدأت به، وأما بدأت الشيء من غير ياء، أي: فعلته ابتداء، نحو بدأ الله الخلق. ولتنزيلها: متعلق بالنفي الذي في لست، وبالسيف: متعلق بمحذوف، لأنه حال من ضمير براءة، أي: ملتبسة بالسيف، أي: بالقتال، وصرف "براءة" للضرورة، وجملة لست مبسملاً جواب الشرط، قال الفاسي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015