وأنشد بعده:

مهما لي الليلة مهما ليه ... أودى بنعلي وسرباليه

على أن جماعة منهم ابن مالك زعموا أن "مهما" فيه للاستفهام، وزعموا أنها مبتدأ و "لي" خبرها، وأن الشاعر أراد: مالي الليلة؟ ! استفهاماً على طريق التعجب، قال أبو حيان وناظر الجيش في قول "التسهيل": وربما استفهم بمهما، قد ذكر ذلك غير ابن مالك، قالوا: ندر في مهما مجيئها استفهاماً، وأنشد أبو علي: مهما لي الليلة .. البيت، وقد مر شرحه في الإنشاد الثالث والخمسين بعد المائة، وقال ابن الحاجب في "أماليه": يجوز أن يكون قوله "مه" من قوله: "مهما لي الليلة" اسم بمعنى: اسكت واكفف عما أنت فيه من اللوم وشبهه، كأنه يخاطب لائماً على ما يراه من الوله، ثم قال: ما لي الليلة؛ تعظيماً للحال التي أصابته، والشدة التي أدركته، ثم ذكر الأمر الذي يحقق تعظيم الأمر، فقال:

أودى بنعلي وسرباليه

وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والأربعون بعد الخمسمائة:

(541) ومهما تصلها أو بدأت براءة

تمامه:

لتنزيلها بالسيف لست مبسملا

على أنه من المشكل، فإن مهما فيه لا يجوز أن يكون مفعولاً به لـ "تصل" لاستيفائه مفعوله، ولا مبتدأ لعدم الرابط، وأجاب بأنه يتعين كون "مهما" فيه ظرف زمان بتقدير: وأي وقت تصل براءة، ثانيهما: أن يكون مفعولاً لفعل محذوف تقديره: ومهما تفعل، ويكون "تصل" و"بدأت" بدلاً مفصلاً من الفعل المقدر.

أقول: الجواب الأول للشيخ شهاب الدين عبد الرحمن الشهير بأبي شامة، قال في شرح قول الشاطبي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015