قوله: أكفُّ يدي، أي: أقبضها إذا جلسنا على الطعام إيثارًا للضيوف، وخوفًا أن يفنى الزاد، وأكف الثانية جمع كف مفعول ينال، وقوله: حين حاجاتنا معًا، قال ابن جني في "إعراب الحماسة": معًا حال سدت مسد خبر المبتدأ الذي هو المصدر، كقولك: قيامك ضاحكًا، وشربك السويق ملتوتًا. انتهى. وقال التبريزي: حاجاتنا معًا، أي كلنا جائع، فحاجته إلى الطعام كحاجة صاحبه، ومعًا: نصب على الحال سد مسد الخبر، لأن المصادر إذا ابتدئ بها وقعت الأحوال خبرًا عنها، كقولك: ضربي زيدًا قائمًا، وكذلك المضاف إلى المصدر تقول: أكثر ضربي زيدًا قائمًا. وانتصب "حين" على الظرف، وقد أضيف إلى الجملة، والعامل فيه: أكف يدي.

وقوله: أبيت هضيم الكشح، يدل على كفه عن الأكل إيثارًا للأكيل على نفسه، وأقرع، أي: خال من الطعام. قال ابنُ جني: قوله: وإنك إن أعطيت إلى آخره: أجمع: توكيد للذم. وهو أمثل من أن تجعله توكيدًا لمنتهى، وذلك أن قولك أجمع من توابع التوكيد في الإحاطة والعموم، والذم طويل عريض، وهو مما يليق به التوكيد بما هو موضوع للعموم، وأما المنتهى فغاية ونهاية، وهو أقل القليل لأنه الحد والغاية، وما هذه سبيله لا يوصف بما يوصف به الشامل والشائع، أعني الذم من حيث كان جنسًا. انتهى. وكذا رواها القالي في أواخر "أماليه" عن ابن دريد لحاتم الطائي أربعة أبيات. وتقدمت ترجمة حاتم في الإنشاد الثامن والتسعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015