فنصب على الجواب بـ (لعل)، انتهى. وقال أيضًا في تفسير سورة عبس: وقد اجتمع القراء على (فتنفعه الذكرى) [عبس/4] بالرفع، ولو كان نصبًا على جواب الفاء لعل كان صوابًا، أنشدني بعضهم:

علَّ صروف الدَّهر أو دولاتها ... يدلننا اللَّلَّمة من لمَّاتها

فتستريح النفس من زفراتها ... وتنقع الغلَّة من غلاَّتها

انتهى. وفيه أن عاصمًاً قرأ (فتنفعه) بالنصب جوابًا للعل، وقول المصنف: وسيأتي البحث في ذلك؛ إشارة إلى ما قاله في المسألة الرابعة من أقسام العطف من الباب الرابع من أن نصب (فأطلع) بالعطف على (أبلغ) على توهم (أن) فإن خبر لعل يقترن بأن كثيراً، أو أنه عطف على الأسباب على حد قوله:

ولبس عباءة وتقرَّ عيني

وقوله: (عل صروف الدهر) روي بنصب صروف على أن لعل من أخوات إن، وروي بالجر على أنها حرف جر، قال الصاغاني في (العباب): في لعل لغات: عل ولعل، ويقال: أصله (عل) وإنما زيدت اللام، ومعناه التوقع لمرجو أو مخوف، وفيه طمع وإشفاق، وهو حرف يعمل عمل إن، وبعضهم يخفض بها، وسمعه أو زيد من بني عقيل، ويقال: عل ولعل، بسكون اللام، وعلك ولعلك بمعنى: لعالك، قال الفرزدق:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015