ينشدها حتى بلغ:

تبقَّلت من أوَّل التَّبقل بين رماحي مالك وتهشل فقال له رؤبة: إن نهشلاً من مالك يرحمك الله فقال يا ابن أخى, الكمر أشباه إنه ليس من مالك بن حنظلة, إنه مالك بن ضبيعة! فخزي رؤبة, وحي من غلبة أبي النجم إياه, ثم أنشد أبو النجم فخره على تميم فاغتم رؤبة, وقال لصاحب الدار: لابحبك قلبي أبداً, انتهى. وصوابه ما نقله أبو عبيد البكري في "معجم ما استعجم" عن أبي عبيدة أنه قال: لما قتل عمران بن خنيس السعدي رجلين من بني نهشل بن دارم اتهاماً بأخيه المقتول في بغاء إبله, نشأت بين بني سعد بن مالك وبين بني نهشل حرب تحامى الناس من أجلها ما بين فلج والصمان .. إلى آخر ما ذكره صاحب "الأغاني" والصمان, بفتح الصاد المهملة وتشديد الميم: جبل يخرج من البصرة على طريق البصرة إلى مكة, وفيه منازل للحاج, كذا في معجم البكري. واستشهد صاحب"الكشاف" يقوله: "بين رماحي مالك ونهشل" عند تفسير قوله تعالى: (اثنتي عشرة أسباطاً) [الأعراف/160] على جمع الأسباط, مع أن مميز ما عدا العشرة لا يكون إلا مفرداً, لأن المراد بالأسباط القبيلة, ولو قيل: سبطاً لأوهم أن المجموع قبيلة واحدة, فوضع أسباطاً موضع قبيلة, كما وضع أبو النجم وماحاً وهو جمع موضع جماعتين من الرماح, وثنى على تأويل رماح هذه القبيلة ورماح هذه القبيلة, فالمراد لكل فرد من أفراد هذه التثنية جماعة, كما أن لكل فرد من أفراد هذا الجمع وهو أسباط قبيلة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015