وأما البدل والمنسوق الخالي من الألف واللام فحكمهما في الإتباع فحكمهما في [224] الاستقلال، ولا فرق في ذلك بين الواقع بعد مضموم والواقع بعد //منصوب، فما كان منهم مفردا ضم كما يضم لو وقع بعد حرف النداء، لأن البدل في قوة تكرار العامل؛ والعاطف كالنائب عن العامل، وما كان منهما مضافا فينصب كما ينصب لو وقع بعد حرف النداء.

فإن قرن المعطوف بالألف واللام امتنع تقدير حرف النداء قبله فأشبه النعت، وجاز فيه الرفع والنصب نحو قوله تعالى:} يا جبال أوبي معه والطير {[سبأ/10] بالنصب والرفع. واختلف في المختار منهما، فقال الخليل وسيبويه والمازني: هو الرفع، وإليه أشار بقوله:

------------- ... ------------ ورفع ينتقى

وقال أبو عمرو وعيسي بن عمر ويونس والجرمي: هو النصب. وقال المبرد: إن كانت الألف واللام للتعرف كما هي في (الطير) فالمختار النصب، لأن المعلاف بالألف واللام يشبه المضاف، وإن كانت غير معرفة كما هي في} اليسع {[الأنعام/86] فالمختار الرفع، لأن الألف واللام إذا لم تعرف لم يشبه ما هي فيه المضاف.

588 - وأيها مصحوب أل بعد صفة ... يلزم بالرفع لدى ذي المعرفة

589 - وأيها ذا أيها الذي ورد ... ... ووصف أي بسوى هذا يرد

إذا قلت يا أيها الرجل فـ (أي) و (الرجل) كاسم واحد، و (أي) منادي، و (الرجل) تابع مخصص له ملازم، لأن (أيا) مبهم لا يستعمل بدون المخصص، وكان قبل النداء يتخصص بالإضافة، فعوض عنها في النداء بالتخصيص بالتابع، إن كان مشتقا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015