فإنه لا يجوز تقديم الحال على شيء منها.

وأجاز الأخفش إذا كان العامل في الحال ظرفًا، أو حرف جر، مسبوقًا باسم ما الحال له توسط الحال: صريحة كانت، نحو: (سعيد مستقرًا في هجر) أو بلفظ الظرف، أو حرف الجر، كقولك: زيد من الناس في جماعةٍ، تريد زيد في جماعة من الناس، ولا شك أن مثل هذا قد وجد في كلامهم، ولكن لا ينبغي أن يقاس عليه، لأن الظروف المضمنة استقرارًا بمنزلة الحروف في عدم التصرف، فكما لا يجوز تقديم الحال على العامل الحرفي، كذا لا يجوز تقديمها على العامل الظرفي، وما جاء منه مسموعًا يحفظ، ولا يقاس عليه.

ومن شواهده قول الشاعر: [من الكامل]

279 م رهط ابن كوز محقبي أدراعهم ... فيهم ورهط ربيعة بن حذار

وقول الآخر: [من الطويل]

280 - بنا عاد عوف وهو بادئ ذلةٍ ... لديكم فلم يعدم ولاءً ولا نصرا

وقول الآخر: [من الطويل]

281 - ونحن منعنا البحر أن تشربوا به ... وقد كان منكم ماؤه بمكان

فأما قراءة من قر (والسموات مطوياتٍ بيمينه) [الزمر /67] فلا حجة فيه لإمكان جعل (السموات) عطفًا على الضمير في (قبضته) و (مطويات) منصوب بها، و (بيمينه) متعلق بمطويات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015