- 17 - (?)

سنة441: فيها كان السيل الذي أهلك عسكر المصريين على السعدى وصلدى قبلي حلب، وفيها كان قتل جعفر بن كليد، وفيها أنهزم ناصر الدولة، وسيرت العساكر مع رفق الخادم وهو كاره لذلك، ولقبوه أمير الأمراء المظفر عدة الدولة وعمادها، وكان عمره فوق الثمانين، ثامن عشر ذي القعدة من السنة، وشيعه المستنصر وسير معه السجل العام والعدد الكثير من المشارقة والمغاربة والعرب، وكاتب كلمن تلقاه من المتقدمين بأن يترجلوا إذا لقوه. وتوسل ثمال بن صالح إلى ملك قسطنطين أن ينجده، فكتب قسطنطين إلى المستنصر في الصفح عن ابن صالح، وقال: إن لم تفعل في الشفاعة أضطر إلى نجدته عليك، فوصل رسول الملك إلى الرملة يوم وصول رفق الخادم إليها، فأوصله رفق إلى مصر، وأعاد الرسالة، وتوقف الوزير عن الجواب طمعاً ان يملكوا حلب ويستأنف الجواب، وتحقق الملك قسطنطين توجه العساكر المصرية، فبعث إلى أنطاكية عسكراً لحفظ الأطراف من نحو حلب، وبعث ثمال بن صالح مالاً عيناً وخلعاً، وسار مقلد ابن كامل بن مدارس إلى حمص، واعتصم عليه وإليها حصن الدولة حيدرة بن منزو الكتامي، فحاصره ثم طلب الأمان فأمنه، وأنزله من القلعة وخربها وخرب السور وعاد إلى حماة ففتحها واخرب حصنها، وانتقل إلى معرة النعمان وأخرب سورها أيضاً، وظهر من فشل رفق الخادم ما أطمع الجند والكافة فيه، فعاثت السناسنة وهو بالرملة في طرف العسكر وهربوا إلى البرية، فاتبعهم رفق بسرية من العسكر فعادت العرب عليهم وهزموهم وأسروا الأمير مراد ونهبوهم، فسير إليهم رفق جعفر ابن حسان بن جراح فاسترجع منهم بعض ما نهبوه وردهم إلى الديوان فعرضهم وعليم أكثر عدد العسكرية، ورحل رفق إلى دمشق وأثبت خلقاً من قبائل العرب الكلبيين والطائيين، وانصرف من العسكر فرقة العبيد والمشارقة، ومن البحتارة فرقة الفزاريين وتحاربوا لأربع بقين من المرحم من السنة، وذلك يوم الجمعة، فقتل من الكتاميين نحو مائة رجل، ونهبوا بعض الخيم، ثم تميزوا من ذلك المكان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015