سمعت أشياخنا رحمهم الله يذكرون أن خيل خراسان وردت لعمارة طرسوس في أيام المهدي مع رسله وعساكره وأنهم حطوا بمكان وصفه لنا بباب الجهاد غربي حائط المصلى أربعة آلاف راحلة دقيقاً مكتوب عليها: بلخ. خوارزم. هراة. سمرقند. فرغانة. أسبيجاب؛ حمل ذلك كله على البخاتي من خراسان مع أبي سليم وبشار وأبي معروف الخدم أبناء الملوك.
22 - (?)
قرأت بخط أبي عمرو القاضي في كتابه قال: يركب المتولي لعمل الحسبة أي وقت وقع النفير من ليل أو نهار ورجالته بين يديه ينادون بأعلى أصواتهم أجمع صوتاً واحداً يقولون: النفير يا أصحاب الخيل والرجالة، النفير حملكم الله إلى باب الجهاد، وإن أراد إلى باب قلمية أو إلى باب الصاف أو إلى أي باب اتفق، وتغلق سائر أبواب المدينة وتحصل مفاتيحها عند صاحب الشرطة فلا تزال مغلقة حتى يعود السلطان من النفير ويستقر في داره ثم تفتح الأبواب المغلقة كلها ويطوف المحتسب ورجالته الشوارع الجواد كلها، فإن كان ذلك نهاراً انضاف إلى رجالته عدد كثير من الصبيان وساعدوهم على النداء بالنفير، وربما احتاجوا إلى حشد الناس لشدة الأمر وصعوبة الحال، فأمر أهل الأسوق بالنفير وحضهم على المسير في أثر الأمير أين أخذ وكيف سار، ويكون مركز صاحب الشرطة إذا وقع النفير مع رجالته الموسومين به عند الباب الأول الذي يلي المدينة الذي يخرج منه الناس إلى النفير، وكذلك المحتسب، إلا أن المحتسب يتردد في الأسواق إذا طال أمر النفير وتأخر خبره، ويبعث على اللحوق بمن سار مع الأمير وبمن توجه إلى النفير فلا يزال الأمر على هذا حتى يعود السلطان إلى دار الإمارة ويخرج إلى النفير قواد الرجالة معروفون متى عقد السلطان لقائد من الفرسان فبعثه للقاء من ورد عليه من ذلك الوجه أضاف إليه قائداً من قواد الرجالة، واتبعه من أجلاد الرجالة أهل القوة