قال: فأما برج باب قلمية المبني عن يمين الخارج منه فمرسوم بتفرقة أعشار غلات ضياع طرسوس متى ورد منها عشرة أحمال أو رواحل أو عجل حط واحد من عشرة وأطلق له تسعة يقبل قوله فيه، فإذا اجتمع أطلق منه لأهل الشرف أبناء المهاجرين والأنصار على رسم جريدة أمر بإنشائها المأمون عبد الله بن هارون الرشيد رحمهما الله، يتوارث ما ثبت في تلك الجريدة أهل الشرف المقيمون بطرسوس، ويجري بينهم مجرى الميراث بأخذه خلفهم عن سلفهم. وإن طرأ طرسوس غريب من أبناء االمهاجرين والأنصار دفع إليه مقدار كفايته وكفاية جملته إن كان ذا عيال أو ذا جملة شريفة، ونفض منه على الشيوخ المسجدية رسماً لا ينقطع عنهم في كل سنة عند قبض الأعشار من الغلات، لكل شيخ منهم ستة أمداد بالمدي الطغاني الذي يبلغ كل مدي منه أربعة عشر مكوكاً بالمكوك الطرسوسي، مبلغ المكوك منه زيادة على المكوكين بالبغدادي المعدل، ونفض منه على الأدلاء المؤلفة قلوبهم من الروم والأرمن وأولادهم بحسب ما يراه السلطان بطرسوس من حسن النظر لهم، ولمن يتحدد منهم، ويجعل ما يفضل عما وصفناه من الحنطة للخباز المقام لقوت الأعلاج المحبوسين في سجن طرسوس. وما ورد من الشعير برسم العشر أطلق للأدلاء المؤلفة قلوبهم رسماً على مقدار كراعهم قضيماً لها في كل سنة، وحمل سائره لقضيم بغال الساقة أولاً أولاً. فإن فضل من القمح شيء عما وصفناه وذكرناه من وجوهه بيع بسعر وقته وصرف في مهمات البلد، وسنذكرها في أماكنها إن شاء الله.
قال: وما وقع في هذا البرج من غلات القطاني كلها مع ما ينضاف إليها من زيتون وكمون وبزر فجل وبزر كتان وسمسم وترمس وأرز بيع كل صنف منه بسعره وأضيف إلى راتب البلد.
قال: وكان في هذا السور قديماً وقد رأيناه رأي عين أثر خمسة وعشرين باباً، منها خمسة أبواب مفتوحة مسلوكة معروفة وهي: باب الشام وباب الصفصاف وباب الجهاد وباب قلمية وباب البحر، وسائرها مسدود.
وقال: سمعت أبا الربيع سليمان بن الربيع الجوزاتي، شيخاً كبيراً كان أقام