ما لي أليف بعدكم ... إلا اكتئابي واشتياقي

فالله يحفظكم جمي ... عا في مقامي وانطلاقي وكانت دريرة جارية المعتضد مكينة عنده، لها موضع في قلبه، فتوفيت فجزع عليها جزعا شديدا، ومن شعر المعتضد فيها لما ماتت، أنشدنيه محمد ابن يحيى بن أبي عباد، وكان إبراهيم بن القاسم بن زرزر المغني يغني منه بيتين ويقول: الشعر واللحن للمعتضد طرحه علي:

يا حبيبا لم يكن يع ... دله عندي حبيب

أنت عن عيني بعيد ... ومن القلب قريب

ليس لي بعدك في ش ... ىء من اللهو نصيب

لك من قلبي على قلب ... ي وإن بنت رقيب

وحيالي منك مذ غب ... ت خيال ما يغيب

لو تراني كيف لي بع ... دك عول ونحيب

وفؤادي حشوه من ح ... رق الحزن لهيب

لتيقنت بأني ... فيك محزون كئيب

ما أرى نفسي وإن سليت ... ها عنك تطيب

لي دمع ليس يعصي ... ني وصبر ما يجيب ومن شعر المعتضد:

ضاع الفراق فلا وجدته ... وأتى الحبيب فلا فقدته

واهتاجني لما أتى ... شوق إليه فاعتنقته أنشدنيه يحيى بن عليّ قال: أنشدنيه المعتضد لنفسه وقال: اصدقني عنه، فحلفت له أنه من حسن الشعر ومليحه.

واعتل المعتضد في سنة تسع وثمانين، ولم يزل عليلا منذ وقت خروجه إلى الخادم وتزايدت علته.

حدثني جابر وسعد بن غالب المتطببان أن علته كانت فساد مزاج وجفافاً من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015