تلتقط؟ وأنكر ذلك، فقلت: خفت أن أوليك ظهري، قال: أما ترى الفتح يلتقط؟ فالتقط وقلت:

هذي سماء تمطر الدراهما ... عند إمام يعمر المكارما

خليفة قد ولد الضراغما ... جاء بهم خلائفا أكارما لازال ملك الأرض فيهم دائما ... فشتمني ابن الجهم فقال لي المتوكل: إنما شتمك غيضا لأنه لا يحسن أن يقول بديها كما تقول ...

وعزل أحمد بن وزير البصري عن قضاء سر من رأى إلا أنه لم يكن إليه قضاء القضاة، فحدثني يحيى بن أحمد بن وزير عن أبيه قال: ما رأيت أحسن وجها من المعتز ولا أبلغ خطابا قال لي لما ولاني القضاء: يا أحمد قد وليتك القضاء وإنما هي الدماء والفروج والأموال ينفذ فيها حكمك ولايرد أمرك، فاتق الله وانظر ما أنت صانع، قال: فما قرع قلبي كلام قط مثله. قال: وحضرت عنده وقد عرض عليه أسارى من عامة أهل بغداد أخذوا في الحرب فأمر بقتلهم، فقلت: يا أمير المؤمنين قصاب وهراس استفزهم الجهل وأرداهم الطمع، فإن قتلتهم فليسوا بثار، وفي إطلاقهم نجاة لك من النار، فأمر بإطلاقهم وأن يدفع إلى كل واحد منهم ثوب ودينار ...

حدثني أحمد بن محمد بن إسحاق قال سمعت الفضل بن العباس يقول: كان المعتز حسن الأخلاق جميل المذهب لولا أنه حمل على قتل أخيه المؤيد وخوف ما جسر على ما فعله به، وما زال نادما على ذلك، وكانت له فعلة أخرى: أطعم المضحكين حيات على أنها سمك مرماهي فماتوا كلهم، وأعطى ورثتهم الديات، وتاب إلى الله عز وجل من ذلك وتصدق بمائة ألف درهم.

حدثني أبو العيناء قال: دخل ابن السكيت على المعتز وكان يؤدبه وله عشر سنين فقال: بأي شيء يجب أن أبتدىء الأمير من العلوم؟ قال: بالانصراف، قال: أنا أخف نهوضا منك، فوثب فعثر بسراويله فالتفت فقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015