داري وأشهد عليك بدواتي؟ بل اعترضتني في الطريق وليس معك ما تكتب منه. ويلك، من يريد أن ينيك في الدهليز يجب أن يكون أيره قائماً مثل دستك الهاون، وتركه ومضى.
- 17 - (?)
قال غرس النعمة: حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن هلال جدي قال: لما سار عضد الدولة من بغداد عائداً إلى فارس أقام أبو الفتح ابن العميد بعده، ووصل إلى حضرة الطائع لله حتى خلع عليه وحماه وكناه ولقبه ذا الكفايتين، وتنجز منه خلعاً ولقباً لفخر الدولة أبي الحسن، وأقطع من نواحي السواد ضياعاً كثيرة رتب فيها نائباً يستوفي أرتفاعها ويحمله إليه، ودعاه أبو طاهر بن بقية عدة دعوات، وملأ عينه بالهدايا والملاطفات، وقال في بعض الأيام: لا بد أن اخلع على ابن العميد في مجلسي، ودعاه، فلما قعدا وأكل وجلس على الشرب أخذ ابن بقية بيده فرجية ورداء في غاية الحسن والجلالة، ووافى بهما إلى ابن العميد وقال له: قد صرت أيها الأستاذ " جامدارك " فانظر هل ترتضيني لخدمتك؟ وطرح الفرجية عليه، وقدم الرداء بين يديه، فأخذه ولبسه.
- 18 - (?)
حدثني بعض السادة الأصدقاء وأنسيته، وأظنه أبا طاهر محمد بن محمد الكرخي، قال: كانت بنت عضد الدولة لما زفت إلى الطائع بقيت بحالها لا يقربها خوفاً أن تحمل منه فتستولي الديلم على الخلافة، وكان الطائع يحبها حباً شديداً زائداً موفياً، ويقفل عليها باب حجرتها إذا شرب ويقول للخدم: خذوا المفتاح ولا تعطونيه إذا سكرت ورمت الدخول إليها، ولو فعلت مهما فعلت، فأقسم بالله لئن مكنت من ذاك لأقتلن الذي يمكنني منه، فإذا سكر منعه السكر من التماسك وحمله