أسخطت عمدا في عقوق دولة ... ثبتها نصرا بحسن قيامي
إن كنت ناصرها فإني سيفها ... والقتل لا يرضى بغير حسام
وبكفك الصمصام مني فارعه ... حفظا ولا تخدع عن الصمصام
لك في الأباعد من عدائك شاغل ... عما تعق به ذوي الأرحام وحضر الشيظمي وكان قد تأخر فأنشده:
سوق المكارم آذني بكساد ... شغل الأكارم عنك بالأحقاد
أأخي وما أحلى دعاءك يا أخي ... هذا وقد جرحت مداك فؤادي
أتضيمني وأبي أبوك وإنما ال ... تفضيل بالآباء والأجداد
وبلادك الدنيا ولم تجدب ولا اس ... توبلتها فلم انتجعت بلادي
يا طارق الغابات غير محاذر ... إياك فهي مكامن الآساد
الآن أعذر حاسدي وحجتي ... في ذاك أنك صرت من حسادي وقال أبو الفرج: وكان سيف الدولة يمازحه كثيرا ويولع به دائما ويتبسط الشيظمي عليه فضل تبسط ويحتمله.
قال: كنا بحضرة سيف الدولة ليلة من الليالي فدخل الشيظمي فقال سيف الدولة: انظروا كيف أجننه ويرجع، فقال له حين أقبل: أي وقت هذا تقصد فيه السلاطين؟ وما الذي عرض حتى جئت فيه؟ ولم يزل يوبخه ويظهر الغيظ منه، فلما سمع الشيظمي ذلك رجع. فقال له سيف الدولة: إلى أين؟ قال أنصرف، فإني قد بلغت غرضي وقضيت حاجتي، قال وما هي؟ قال: حضرت لأغيظك، وقد اغتظت، ولم يبق لي شغل. قال فضحك سيف الدولة حتى استلقى ثم قال: بحياتي، أمعك شعر؟ قال: نعم، فأنشده قصيدة أولها:
من جانب الغي توخى رشده ... ومن بغى الشكر بجود وجده
وفعلك الخير مفيد خيره ... أفلح من أطلق بالخير يده ومضى فيها، فاستحسنها سيف الدولة وأحسن جائزته عنها.