وتأخر وعد المطرز بالشعر، فكتب إليه الرئيس أبو الحسن ابن نصر في المعنى: لم وعد أسعد الله المساعدة وعدل، وسهل الحمل وما حمل، وكلامه روح الصدور وسرها، وراح الأسماع وعطرها، ولم أهمل عادة إسعاده، وهدر معهود سماحه؟ الأمر عراه أم حاد حداه، ولم مطل وعده، وصرح رده، وما عراه مراد، ولا حط له والحمد له عماد، والسلام.

وعرف هذه الجملة والمفاوضة أبو الحسن ابن الحسين الغضائري، فكتب رقعة مشتملة على نظم ونثر في هذا المعنى منها: أمرك؟ حرسك الله وأطال عمرك - المطاع، ومرسومك لا مراد له ولا مراع، ولمرادك ما أسلك السماوة ولا علم، وأورد الآل المحال ولامكرع، وأروع الآله الوادعة والأداة الصالحة لأمر لامرعاة ممرع ولا مورده مطمع، ولا مسرحه ممطور، ولا مراحه معمور، والكلام؟ أدام الله علاك - مسؤول، ومع الإلحاح مملول، ومع الادامه صلد الصمم، ممر المرر، طوره أطوار، وحاله أحوال، حلال رحال، صرام وصال، ما أطاعك إلا عصاك، ولا والاك إلا عاداك، ما رام أحد سهله إلا وعر، ولا أراد [حلوه] إلا مرر، كم سامه الكامل وعاد مطرودا، وداسه العالم وآل مردودا، والعلم الكال عامل ما حد له، وساع لما رسم له، أصار الله سماء العلاء دارك، وسهم السعادة مطلعك، وأدام سموك، وأهلك عدوك، والسلام للرسول وأهله.

ومن النظم:

اسعد ودام لك الإمهال والعمر ... هل رمل رامة محمود له المطر

وهل أراك وأمواه لعارمه ... كالعهد لا الورد أعداه ولا الصدر

وهل أرود ودار الوصل آهله ... دارا كدارك لولا روحها العطر

لله صدر رواه كل ساحرة ... كحلاء مرهاء ممدوح لها الحور

واها لعلوة لا وصل كواصلها ... ولا عطاؤك مسمول ولا أمر

صد ومطل وإدلال ومحرمة ... كما أعاد رسول الآكل السمر

لولا محمد لم أعط السلام ولا ... أمال سالم أمر اللمة الصبور

دعا وطاوع ودا لا مراء له ... مسارع الأمر لا لاوٍ ولا صعر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015