- 2 -

قال: وكتب إلى أبو عبد الله ابن ضبر القاضي صديقنا رحمه الله في كتاب، وقد اتصلت أسفاري بين البصرة وواسط والأهواز، مترددا عن السلطان في رسائل:

أصبو إليك مع البعاد صبابة ... أصلى بها كلهيب حر النار

وإذا تباعدت الديار فإنني ... أرضى وأقنع منك بالأخبار

وإذا الديار دنت بعدت فكيف لي ... بدنو قلب مع دنو الدار - 3 -

وحدث ابن نصر في كتابه حاكيا عن نفسه قال، حدثني الأستاذ أبو عبد الله محمد بن شاذان بالبصرة، وهو إذ ذاك يكتب لظهير الدين، وقد خرجت إليه في رسالة، فلما أزمعت الانصراف حمل إلي كسوة ونفقة إلى دار أبي عبد الله، وحضر أصحابه يتنجزون رسوما جرت العادة بها، وكثروا علي، فقال أبو عبد الله: حالنا هذه تشبه حال أبي أحمد النهرجوري (?) ، فإنه مدح أبا الفرج منصور بن سهل المجوسي عامل البصرة، فأعطاه صلة حاضرة هنية، والتف به الحواشي فطالبوه، فكتب رقعة ودفعها إلى بعض الداخلين إليه وقال له: سلم هذه إلى الأستاذ، وفيها:

أجازني الأستاذ عن مدحتي ... جائزة كانت لأصحابه

ولم يكن حظي منها سوى ... جهبذتي يوما على بابه قال: فلما وصلت الرقعة خرج في الحال من صرف الحواشي عنه، وصار معه حتى دخل منزله.

- 4 -

وقال: رأيت في المنام كأني أكتب إلى بعض أصدقائي، وقد وقع لي أنه سرق شيئا من كلامي: " عمدت إلى شتائت ألفاضي وبدائد كلامي فغصبتنيها، فيا للصوص الكتابة، ويا لحزني عليه والكآبة " واستيقظت فعلقت ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015