وصلت نسخة هذا الكتاب للإخشيد قلق لذلك، واستخلف على مصر ابنه أبا القاسم، واستخلف له عمه أبا المظفر، ثم سار الإخشيد لا يلوي على شيء، وحصل سيف الدولة بدمشق ودخلها ومعه سائر أهله من شيخ وكهل.

وكتب الإخشيد من الرملة إلى عيسى كيل وهو بدمشق مع سيف الدولة يعده بالأموال والتقليد والخلع وإضعاف الرزق، ومع الرسول خاتم الإخشيد، فوصل الرسول إلى عيسى كيل وهو مع سيف الدولة بالشماسية، فاستأذنه في الركوب إلى دمشق لدخول الحمام فأذن له، وشرب وسكر، وثار مع العصر بدمشق، ودعا الناس إلى الإخشيد وخاتم الإخشيد في يده، وغلق أبواب دمشق، وأفاق عيسى كيل من سكره بالليل وتبين أمره، فهرب في جوف الليل إلى الإخشيد وهو بطبريه، فخلع عليه وأجازه وحمله وقاد إليه فرسا أدهم وعليه سرج ولجام مطلي فيه أربعة عشر ألف درهم، ما يقدر الفرس يتحرك من ثقل ما عليه. وسار عيسى كيل بين يدي الإخشيد، فلما قرب من دمشق دفع سيف الدولة وأحرق أخصاصا كانت قد عملت، وسار إلى نواحي حمص، ودخل الإخشيد إلى دمشق والأمراء والقواد بين يديه، ثم سار إلى حمص، ثم سار إلى قنسرين (?) ، والتقى مع سيف الدولة واقتتلا، واستظهر عليه سيف الدولة، فحسده ابن عمه الحسين بن أبي العلاء فانهزم، فاستظهر الإخشيد وقتل وأسر جماعه من وجوه العجم. ولم ينصرف سيف الدولة. بل عسكر مواجها للإخشيد، فاختار الإخشيد المسالمة، وراسله بالحسن ابن طاهر على مال يجعله إليه، وان يكون لسيف الدولة من جوسية (?) إلى حمص إلى سائر أعمالها وما وراءها، ويكون للإخشيد من دمشق وما بين يدها إلى آخر أعماله، وزوجه ابنته فاطمة وكان الولي الحسن بن طاهر بتوكيل الإخشيد، فسر سيف الدولة بذلك وأجاب إلى السلم وعقد النكاح، ونثر سيف الدولة في مضربه للحاضرين ثلاثين ألف دينار، ونثر خارج المضرب أربعمائة ألف درهم، وحمل إلى الحسن بن طاهر مالا كثيرا خلعا [وحملانا] (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015