من ولد إسماعيل بن جعفر العلوي بنواحي دمشق يدعو إلى نفسه واجتمع إليه خلق كثير من الأعراب وأتباع الفتن، فسار بهم اإلى دمشق وكان بهم طغج بن جف موالى أمير المؤمنين على مصر والشام، فلما بلغه خبره استعد لحربه، وتحصن بدمشق فحصر هذا العلوي بها وكانت بينهما وقعات.
- 4 - (?)
سنة 290: وفي هذه السنة جرت بين طغج بن جف وبين القرمطي حروب كثيرة، كلها على طغج، فكتب إلى هارون يستنجده، فوجه إليه من مصر جيشاً بعد جيش، وكان ذلك يهزمهم القرمطي، ثم وجه هارون بن خمارويه ببدر الحمامي، وكتب إلى طغج في معاضدته، وضمّ إليه وجوه القواد بمصر والشام. وخرج إلى القرمطي كان بينهم حروب كثيرة أتت على أصحاب بدر الحمامي. وكان هذا القرمطي قد جعل علامته ركوبَ جملٍ من جماله، وترك ركوب الدواب، ولبس ثياباً واسعة وتعمم عمة أعربية، وأمر أصحابه ألا يحارب أحداً وأن أُتِيَ عليهم، حتى ينبعث الجمل من قبل نفسه من غير أن يثيره أحد، فكانوا إذا فعلوا ذلك لم يهزموا، وكان إ ذا أشار بيده إلى ناحية من النواحي إنهزم من يحاربه، واستغوى بذلك الأعراب، فخرج إليه بدر يوماً لمحاربته فقصد القرمطي رجل من أصحاب بدر يقال له زهير بزانة فرماه بها فقتله، ولم يظهر على ذلك أصحاب بدر إلا بعد مدة، فطلب في القتلى فلم يوجد، وكان يكنى أبا القاسم.
قال ابن أبي الأزهر: وحدثني كاتبه المعروف بإسماعيل بن النعمان - ويكنى بأبي المحمدين - وسبب هذه الكنية أنه وافى مع جماعه من القرامطة بعد الصلح وقبولهم الأمان من القاسم بن سيما وكان على طريق الفرات ومن عبد الله بن