ا (?)
لما خاف خمارويه أن يضطرب الشام أنفذ إليه جيشاً أمر عليه سعد الأيسر وأمده بأحمد بن محمد الواسطي كاتب أبيه ليدبر الجيش ويتولى النفقات فيه، وكان الواسطي يطمع أن يدبر أمر خمارويه وأنه يرد تدبير الأمر إليه، وقال: هذا صبي حدث أدبره كما أرى. فلما أخرجه إلى هذا الوجه واستكتب محبوب بن رجا بعده فسدت نيته، وقال: محبوب أحد كتابي يتصرف بين أمري ونهيي، آل الأمر إلى أن صرت بعض خلفائه؟ فتغير على سعد وافترقا، وتغير الواسطي وكتب إلى ابن الموفق كتاباً يحثه على المسير إلى مصر وقال: أنا أسست أمر أبي الجيش، والله لأهدمن ما كنت بنيته، وضمن الكتاب هذه الأبيات:
يا أيها الملك المرهوب جانبه ... شمر ذيول السرى فالأمر قد قربا
كم ذا القعود ولم يقعد عدوكم ... عن النهوض لقد أصبحتم عجبا
ليس المريد لما أصبحت تطلبه ... إلا المشمر عن ساق وإن لغبا
لا تقعدن على التفريط معتكفاً ... واجدد فقد قال قوم إنه رهبا
فأنت في غفلة يقظان ذو سنة ... وطالب الوتر ذو جد إذا طلبا
أجاد مروان في بيت أراد به ... عين الصواب وما أخطأ وما كذبا
إذ قال لما رأى الدنيا تميل من ... بعد الهدوء وعاد الحبل مضطربا
" إني أرى فتنة تغلي مراجلها ... والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا "