وذكر علي بن الفرج؟ وكان الفرج أبوه لأبي أيوب ثم صار لأبي جعفر؟ قال: لم يكن أبو أيوب يأمن ناحية خالد بن برمك وأن يرده أبو جعفر إلى كتابته وديوان الخراج، فكان يحتال عليه، وكان مما احتال به أن دسَّ إلى بعض الجهابذة مالاً عظيماً وقال له: إذا سألك أمير المؤمنين عن هذا المال فقل له: إنه استودعنيه خالد أبن برمك، قال: ثم دسَ من رفع إلى أبي جعفر في ذلك، قال: فدعا أبو جعفر بالنصراني فسأله ثم قال: نعم عندي مال لخالد بن برمك أستودعنيه، قال فبعث أبو جعفر إلى خالد فأحضره وسأله عن ذلك المال، فحلف له انه لم يجمع مالاً قط ولا ذخره ولا رأى النصراني قط ولا عرفه، ثم قال: ياامير المؤمنين يرسل إلى الجهبذ واكون في موضعي حيث يراني، فإن عرفني فقد صدق علي، وإن لم يعرفني فقد أظهر الله برائتي، قال: فبعث ابو جعفر إلى النصراني فأتى به فقال: اصدق أمير المؤمنين عن هذا المال، قال: ياامير المؤمنين، المال لخالد، وما قلت الا حقاً، قال: أتعرف خالداً إن رأيته؟ قال: نعم ياأمير المؤمنين أعرفه إن رأيته، فالتفت أبو جعفر إلى خالد فقال: قد أظهر الله براءتك، وهذا مال أصبناه بسببك، ثم قال للنصراني: هذا الجالس خالد فكيف لم تعرفه؟ قال: الأمان يا أمير المؤمنين فأمنه، فأخبره بالقصة، فأمره أبو جعفر بحمل المال إلى بيت المال، وكان بعد ذلك لا يقبل في خالد قولاً من أحد، وازداد به ثقةً وله تقديماً.
- 3 - (?)
ذكر احمد بن محمد أن الفضل بن يحيى بن خالد حدثهم يوماً عن يحيى بن أبي مريم المدني، وكان يخاصم رجلاً يقال له الحلبي في الفقه، وكان ابن ابي مريم يقول بقول أهل المدينة والحلبي يقول بقول أهل العراق، قال: فلما جاء ابن أبي مريم فقال: جعلت فداءك، خاصمت اليوم الحلبي بين الملأ وأفحمته، وذاك أني سألته عن قول الله عزَ وجلً (وقيل من راق) قال إذا مات الإنسان قالت الملائكة بعضها لبعض: أيكم يرقى بروحه؟ فيقول هذا أنت، ويقول هذا أنت،