قال ابن حجر: قدم القاهرة مع نائبها تنم فاجتمعت به، وسمعت عليه قطعة من نظمه، وأجاز لي، وكان شكلا حسنا، مع التواضع والأدب، وكان له في النظم والنثر اليد البيضاء طارح فتح الدّين بن الشهيد، وعلاء الدّين التّبريزي، وفخر الدّين بن مكانس وغيرهم، وأثنى عليه طاهر بن حبيب، وقال: كانت له مشاركة في الفنون، وكتابة فائقة، وعبارة رائقة.

توفي في ربيع الأول ولم يكمل الخمسين.

ومن شعره:

كلّما قلت قد نصرت عليه ... لاح من عسكر اللّحاظ كمينا

خنت فيه مع التشويق صبري ... ليت شعري فكيف أدعى أمينا

وفيها شمس الدّين محمد بن المبارك بن عثمان الحلبي الرّومي الأصل الحنفي [1] .

أصله من قرية يقال لها فنرى [2] . قرأ ببلاده «الهداية» على التاج بن البرهان، ثم قدم حلب، فأخذ عن الشيخ شمس الدّين بن الأقرب وقطبها، وكان صالحا، خيّرا، متعبدا، وهو آخر فقهاء حلب المتعبدين العاملين، كثير التلاوة والخير والعبادة والإيثار.

قدم القاهرة فأخذ عن العراقي، وابن الملقن، والجلال التباني، وحجّ، وجاور، ومات في ثامن عشر شهر رمضان.

وفيها بدر الدّين محمد بن يوسف بن أحمد بن الرّضي عبد الرحمن الدمشقي الحنفي [3] .

اشتغل، وبرع، وسمع من ابن الخبّاز، وابن عبد الكريم، وكان أعرف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015