وفيها أبو عبد الله محمد بن سلامة التّوزري المغربي الكركي [1] نزيل القاهرة.
قال ابن حجر: كان فاضلا، مستحضرا لكثير من الأصول والفقه، صحب السلطان في الكرك فارتبط عليه واعتقده، ثم قدم عليه فعظمه جدا، وكان يسكن في مخزن في اسطبل الأمير قلمطاي الدويدار، وإذا ركب إلى القلعة ركب على فرس بسرج ذهب، وكبنوش مزركش من مراكب السلطان، وكان داعية إلى مقالة ابن العربي الصّوفي يناضل عنها ويناظر عليها، ووقع له مع شيخنا الشيخ سراج الدّين البلقيني مقامات. اجتمعت به وسمعت كلامه، وكنت أبغضه في الله تعالى، وكان قد حجّ في السنة الماضية، ووقع بينه وبين ابن النقّاش وغيره ممن حجّ من أهل الدّين وقائع وكتبوا عليه محضرا بأمور صدرت منه فيها ما يقتضي الكفر، ولم يتمكنوا من القيام عليه لميل السلطان إليه.
مات في الرابع والعشرين من ربيع الأول، ولمّا مات أمر السلطان ليبلغا السالمي بمائتي دينار ليجهزه بها، فتولى غسله وتجهيزه، وأقام على قبره خمسة أيام بالمقرءين على العادة. انتهى كلام ابن حجر.
وفيها جمال الدّين محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن يوسف الزّرندي المدني الحنفي [2] .
عني بالفقه والحديث، وبرع في مذهب الإمام الأعظم.
توفي بين مكة والمدينة.
وفيها أمين الدّين محمد بن محمد بن علي الأنصاري الحمصي الدمشقي الحنفي [3] .
تقدم في الأدب، وأخذ الفقه عن رمضان الحنفي، والعربية عن تقي الدّين ابن الحمصية، وولي كتابة السرّ بحمص، ثم بدمشق.