ولد في ربيع الأول سنة سبع وسبعمائة، وسمع من ابن تيميّة، والقاسم بن عساكر، ووزيرة، والحجّار، وخلق، وتفرّد بالسماع منهم، وخرّجت له عنهم «مشيخة» وأجاز له سنة ثلاث عشرة التّقي سليمان، والمطعم، والدّبوسي، وابن سعد، وابن الشّيرازي، وظهر سماعه للصحيح من ست الوزراء بأخرة، فقرءوا عليه بدمشق، ثم قدم القاهرة فحدّث به مرارا.
قال ابن حجر: سمعت عليه «سنن ابن ماجة» و «مسند الشافعي» و «تاريخ أصبهان» وغير ذلك من الكتب الكبار والأجزاء الصغار، فأكثرت عنه، وكان صبورا على التسميع، ثابت الذهن، ذاكرا، ينسخ بخطّه وقد جاوز التسعين. صحيح السمع والبصر، رجع إلى بلده فأقام بمنزله إلى أن مات في ربيع الأول.
وفيها شمس الدّين محمد بن يسير البعلبكي، المعروف بابن الأقرع الحنبلي الأعجوبة [1] .
قال في «إنباء الغمر» : اشتغل كثيرا، وتمهر، وكان جيد الذهن، قوي الحفظ، يعمل المواعيد عن ظهر قلب، وله عند العامة بدمشق قبول زائد، وكان طلق اللّسان، حلو الإيراد.
مات في شهر رمضان مطعونا. انتهى.
وفيها بهاء الدّين أبو البقاء محمد بن حجي الحسباني الشافعي [2] ، أخو قاضي الشام الآن نجم الدّين عمر، والشيخ شهاب الدّين.
ولد سنة ثلاث وستين وسبعمائة، وعني بالعلم، وشارك في عدة فنون، وكان حسن الصّوت بالقرآن جدا.
توفي في شوال شابا.